الرئيسية تقافة عامة تاريخ التواصل ...ثورة المعلوميات الاتصالات السلكية و اللاسيلكية

تقافة عامة

تاريخ التواصل ...ثورة المعلوميات الاتصالات السلكية و اللاسيلكية

الحسين بوعلام 0

A+ A-

فترة ما قبل ظهور الانسان

قبل مليار سنة، لم يكن وجود هناك للبشر لكن كانت هناك حياة، كائنات مجهرية تتقاسم و تتكاثر.قبل خمسين مليون سنة،كدالك لم يكن هناك وجود للبشر،لكن كانت فئران،الفئران لها دماغ  بإمكان الفأر تعلم الكثير من الأشياء في حياته كتعلم طريق آمن في الغابة يحميه من الطيور الكاسرة.لكن، كل ما يكتسبه الفأر، يُفقد عند مماته و على فئران الجيل الموالي تعلم كل شيء من جديد.

فترة ظهور الانسان

قبل مليون سنة، كان هناك تواجد للإنسان تقريباً،كان يكسر الحجر، و يشحذ جنباته، لسلخ الجاموس أوالأرنب.هذا الإنسان القديم، لم يمتلك لغة متطورة، لكنهم كانو يعلمون بعضهم بعضا من اكتسب مهارات جديدة، كشحذ الحجرأو إضرام النار، يعلمها للآخرين، حتى لو مات يكون بهدا قد أورث مهاراته و فكرته ،هذا ما يسمى "الثقافة"،كمثال أحمر الشفاه فكرة أُوجِدت قبل آلاف السنين، و لازالت إلى يومنا ، هذه الثقافة موجودة بأشكال مختلفة عند كائنات أخرى، لكن الإنسان هو من أبدع فيها.

فترة التعامل بالغة الرمزية

قبل مئة ألف سنة، وُجد الإنسان، "الهوموسابيان" أنا و أنت، كانت عنده لغة رمزية متطورة،يمكنني مثلا إخراج مجموعة من الأصوات مثلا 狮子  التي تعني "أسد" بالصينية و الإنسان المتلقي، يسمع الصوت ويتخيل معناه مثلا الآن عندما أقول "أسد" تتكون في ذهنك صورة و فكرة عن الأسد.

الأهم في اللغة الرمزية هو إمكانية تركيب هذه الأصوات مثلا عندما أقول "أسد" ، "وسط" ، "غابة" كل صوت علَى حِدَة ،يُكوِّن تصورا بحد ذاته لكن عند تركيب هاته الأصوات: "أسد" ، "وسط" ، "غابة" نخلق معنى جديد، و هو أن "الأسد موجود وسط الغابة" ،إمكانيات تركيب هاته الأصوات لا تُعدُّ و لا تُحصى،و هذا ما يجعل من اللغة الرمزية وسيلة رائعة لتمرير الأفكار بشكل دقيق و تفادي سوء التفاهم.

تعريف اللغة الرمزية 

اللغة الرمزية هي المستوى الأول لِما يُعرف بِ "التعلم الجماعي" مجموعة أفراد قبيلة مثلا عندها معرفة جماعية، التي ٱكتُسِبت من طرف مجموع أفرادها ليس من الضروري أن يتقن فرد واحد كل معارف المجموعة، مثلا يمكن لفردٍ إتقان و حفظ طرقات الغابة و الآخر أن يتقن مهارة الصيد والآخر أن يعتنيَ بالأطفال،لكن كجماعة يمتلكون مجموعة معارف تتناقل من جيل إلى آخر و تتطور بعد كل جيل.

القيمة الاضافية التي اضافت اللغة الرمزية للانسان

اللغة الرمزية تسمح للفرد تمرير معارفه بشكل دقيق لأي فرد آخر وبالتالي هاته المعرفة تُورَّث للأجيال القادمة، الفئران تبدأ التعلم من الصفر في كل جيل،الإنسان يُراكم المعرفة جيلا تلو الآخر.
قبل أربعين ألف سنة، وضع إنسان يده على حائط مغارة و نفخ عليها طلاء،فخلّف ذلك أثر يده،أصدقاءه أُعجِبو بالفكرة و قاموا بنفس الشيء، كانت تلك بدايات تمرير الأفكار بطريقة أخرى غير الصوت، لكن هذا الرسم بقي لعشرات آلاف السنين.هذه الرسوم ستظهر من بعد في بعض الأماكن، على شكل رموز مصغّرة،لكن القفزة الحاسمة ستكون ل "السومريين"، و من بعدهم المصريين، سيطوِّرون فكرة بسيطة، لكن رائعة في نفس الوقت.

تلك اللغة الرمزية التي يملكها الإنسان فقط متل قوْل "أسد" ، "وسط" ، "غابة" و خلق معنى أن "الأسد موجود وسط الغابة" سيأخذون نفس الفكرة، لكن سيرسمونها،سيرسمون أسداً، و رمزا يدلُّ على "وسط"، و "غابة" ، اي الأسد "موجود وسط الغابة ".لأول مرة في التاريخ ستُتاح إمكانية تصوير و كتابة فكرة بتفاصيلها كما هي في عقلك تماما،ليأتي شخص آخر و يُحمِّل تلك الفكرة لعقله.

اقدم الكتابات عبر التاريخ البشري

بعد مرور خمسمئة ألف و مئتي سنة، يمكننا الرجوع إلى عقل أول كاتب سومري

وقراءة أفكاره، أقدم الكتابات السومرية كانت عبارة عن قصص، مثل مغامرات البطل "جلجامش"أو عن الآلهة التي ملّت من غوغاء البشر.
الكتابة هي تخاطر لأفكار خالدة، ليس محدودا لا بزمان ولا مكان هاته الكتابات ستكون على أشكال رموز، التي بدورها ستتقلّص، لتصبح على شكل أبجدية،هي نفس الحروف المتداولة، أ ب ت، أو ABC كانت تُكتب على ألواح، و بعد ذلك على أوراق و هذا النمط سيدوم مدّة طويلة،الحضارة العربية الإسلامية، ستقوم على هذا النمط، بنسخ الكتب على الورق في القرن الخامس عشر، و كدا في بعض دول أوربا الغنية آنذاك بفضل تجارتهم مع العثمانيين،و كان جل سكّانها يريدون ان يقروا  الكتاب المقدس، و صكوك الغفران و علوم الإغريق التي حافظ عليها و طورها العرب و المسلمون.

ظهور الطباعة على الورق

 كان هنالك أُناس أرادو تنمية تجارتهم، و  القراءة و التجارة و هده الاشياء في حاجة إلى نُسَّاخ، و الكتابة تأخذ وقتا طويلا، هدا ما يجعل الناس ينتظرون وكتيرا ما كان النُسَّاخ يصابون العياء، و يخطئون من حين لآخر حتى جاءهم صانع ذهب بحل جميل ومهم، حلٌّ سيُحيل مهنة النُسَّاخ إلى التقاعد لكن لا يهم،سيأخذون كل حرف من الأبجدية، و يصنعون له قالباً معدنياً ،الكثير من القوالب المعدنية أينما أردنا نسخ كتاب، سنرصُّ تلك القوالب حسب حروف الكتاب مع إمكانية تغيير مكان و ترتيب الحروف بعد ذلك تُطبع المصفوفة في الحبر ثم نطبع الورقة الأولى، ثم الثانية ثم الثالثة، وهكذا دوليه .

ملاحظة: هذا النوع من الطباعة كان متداولا في الصين، لكن "غوتنبرغ" هو من طوره في أوربا و جعله رخيصا و عمليا.

خاصية النسخ في عصرنا الحالي 

عملية نسخ الكتاب التي كانت تستغرق أسابيعا، أصبحت تستغرق بضع لحظات في عصرنا الحالي ،الطباعة ستأدِّي إلى قفزة نوعية في التعلم الجماعي لأن كميّة المعارف    المسجلة في شيء دائم و هو الكتاب ستنفجر، و بالتالي سيكون الولوج أسهل إلى الكثير من المعلومات من طرف الكثير من الناس أي بمعنى دمقرطة المعلومة.

مرحلة انبتاق التورة العلمية

كان هنالك "صاحب عمامة"، تساءل عن ما هو الضوء ،وجد الإجابة و طوّر في نفس الوقت المنهج العلمي التجريبي،و كان هناك "صاحب شعر كثيف"، وجد سبب انقسام الضوء لألوان الطيف و طوّر العلم الحديث و الآخر "مسكين" لم يدرس قط، لكن فضوله ساعده على اكتشاف الكهرومغناطيسية، بعد اللّهو بالمغناطيس و الأسلاك الكهربائية، "صاحب اللحية" الذي حوّل عمل "المسكين" إلى معادلات رياضية، و أوجد علاقتها مع الضوء التي عمل عليها "صاحب العمامة" و "صاحب الشعر الكثيف" ثم سيأتي "صاحب الشارب" و أصدقاؤه، ليأخذو كل هذا و يحدثون ثورة جديدة . 

ما سيُحدث تطورا خياليا في طرق الإتصال ،سيُحيل الحمام الزاجل إلى التقاعد ،كتمرير خط من لندن إلى نيويورك تمر عبره إشارات صوتية تعبر عن كلمات أو التكلم في قطعة حديد و يسمعك شخص في الطرف الآخر من العالم أو الغناء أمام قطعة حديد في مصر و يجيبك الآخر في المغرب...أو السطو على سطح القمر و يراك ستمائة مليون شخص.

 تطور طرق التواصل

الثورة الموالية التي ستدفعنا إلى الأمام و التي نعيشها إلى الآن، أبطالها شخصان الأوّل نابغة في الرياضيات، طوّر طريقة يمكن أن تحوّل أيّ شيء أيّ شيء !!! لسلسلة أرقام، سواء كانت كتابة، صورة أو صوت ،البطل الثاني t u r i n g أنقد ملايين الأرواح في الحرب العالمية الثانية و عجّل انتصار الحلفاء على هتلر، لأنه اكتشف جهازا لفك شفرة التواصل بين غواصات هتلر،نوع الجهاز الذي اخترعه، هو ما نعرفه اليوم بإسم "الحاسوب" ،ويعتبر الهاتف الذكي واللوحة الذكية، نماذج معدّلة لاختراعه."turing" بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تمّت ملاحقته لتوجُّهاته و لم يتمكن من الدفاع عن نفسه، لأن كل بطولاته كانت لا تزال أسرار دولة و أرغموه على تناول أدوية كيماوية لتغيير ميولاته الجنسية، التي أدّت به إلى الإنتحار لأنه كان مثليا.

ظهور شبكة الانترنيت

عند تركيب مجموعة من الحواسيب، يسمى هذا ب "شبكة" عند تركيب مجموعة من الشبكات، يسمى هذا ب "إنترنت" الإنترنت هو المستوى الأخير في التعلم الجماعي، لأنه يوصل العالم بأسره. 

في العصر الحجري كانت المعارف تنتقل بين مجموعات لا يتعدى عددها عشرون أو ثلاثون فردا، في حال ما إذا أوجدت فكرة جديدة، يستفيد منها فقط عشرون أو ثلاثون شخصا،بعد اكتشاف الزراعة، و استقرار الناس في قرى و مدن ،هذا العدد ارتفع إلى الآلاف و عشرات الآلاف، و أصبح مجموعة من الناس متخصصون في معرفة معينة و أصبحو يجتمعون فيما بينهم لتطوير معرفتهم، كما هو الحال في المدن التقليدية، حيُّ الصبّاغين، حيُّ الحدّادين، حيُّ النجارين.
اليوم مع الإنترنت، مررنا إلى مستوى آخر و أصبح حينياً ،في القديم، إذا أردت الإستماع إلى عالِم زمانك ابن سيناء أو نيوتن، مثلا وجب عليك ركوب الجِمال، و مواجهة قطّاع الطرق، دون ضمانة لسلامتك.

 اليوم بفضل مواقع ك "يوتوب" أو "كورسيرا"، يمكن تلقّي دروس من خيرة علماء العالم وعن طريق تطبيقات ك "سكايب"، يمكن إجراء اتصال مباشر مع رائد فضاء فور وصوله من محطة دولية، و طرح أسئلة عليه.
رجوعا إلى أمد قريب، كان يعتبر كل هذا نوعا من أنواع السحر ،هذه الثورة لازالت مستمرّة، و قريبا ستكون أنظمة تبث الإنترنت على سطح الكرة الأرضية باستعمال أقمار اصطناعية مصغّرة قد تكون جالسا في خيمة وسط الصحراء، و يمر بجانبك ثعبان فتلتقط صورة و ترسلها ل "ويكيبيديا"، لتعرف هل أن الثعبان سامٌّ أم لا.

كما هو الحال في الموضوع الدي تطرقنا اليه عن اختراع جهاز لفحص فيروس كورنا بكاميرا الهاتف.

الوسوم: تقافة عامة